لعبت الموسيقى دوراً هاماً في حياة الشعوب على مر العصور، وكانت جميع الأمم تستخدمها منذ القدم إما لإعلان حالة الحرب أو لإثارة الحماسة خلال المعارك أو أداة لإعطاء الأوامر في الاحتفالات الدينية أو الاجتماعية ، وبالحديث عن الموسيقى العسكرية فإنه تم إثبات وجودها قديماً قبل الميلاد ، وكانت الفرقة مشكلة من آلات :( الفلوت و الترمبيت و الإيقاع ) وهو أقدم تشكيل للفرق الموسيقية على الإطلاق .
والفرق العسكرية مكونة من عدد من العازفين العسكريين الذين يقومون بالعزف في الفعاليات العسكرية وتتخذ من آلات النفخ الخشبية ذات الريشة أو آلات النفخ النحاسية لتعزف مع بعضها برفقة الإيقاع.
وفيما بعد تطورت الموسيقا العسكرية ، وخطت خطوات واسعة عبر العصور، حيث تم الاتفاق على الآلات الموسيقية المستخدمة في الفرقة وعدد العازفين ضمن الفرقة لخلق توازن بين الآلات ، ولا يوجد ضمن هذه الفرقة أو الفرق النحاسية آلات وترية ، وتقوم هذه الفرقة بالعزف مع المسير وفق ترتيب معين للآلات الموسيقية ، وتظهر هذه الفرق في الاحتفالات العسكرية ، ثم بدأت بالظهور بكثرة في شوارع المدن وأماكنها العامة.
تعود بداية تأسيس الفرق العسكرية إلى أيام الدولة العثمانية حيث كانوا أول من قام بتشكيل الفرق الموسيقية العسكرية كجزء من تكوين الجيوش وقاموا بتصدير هذه الفكرة إلى كافة أنحاء العالم ومنها سوريا التي كانت تحت الاحتلال العثماني وقتذاك.
تشكلت الفرقة الموسيقية العسكرية في سوريا في زمن الاحتلال الفرنسي ، وكان قوامها حينذاك سرية موسيقى ، تخرج منها في عهد الانتداب وفي عهد الاستقلال والبناء عازفين على الآلات النحاسية والإيقاعية العسكرية كانوا على قدر عالي من المهارة الموسيقية.
وتولى قيادة الفرقة الموسيقية العسكرية حينها حسب ما ذكر محمد شاويش بك مدرب سرية الموسيقى العسكرية أيام العثمانيين والانتداب وبعدها تولى عدد من الموسيقيين ضباط وصف ضباط قيادة موسيقى الجيش حتى قيام الوحدة بين سوريا ومصر حيث تولى حينها الضابط المصري المقدم عبد الجواد حجازي قيادة الموسيقى . وكان لها الشكل التنظيمي المعتمد كوحدة مستقلة داخل قطاعات الجيش منذ عام 1960.
تأسست فرقة الدرك الموسيقية عام1937 وكانت القيادة تقيم المباريات بين فرقتي حلب ودمشق في القلعة والحميدية،وفي عهد حسني الزعيم اندمجت بفرقة موسيقى الجيش عام1949.
ويذكر أن عدد من ضباط الموسيقى وعناصرها اتبعوا دورات قيادة موسيقى ومدربين ومتدربين منها في دول عربية ومنها في دول غربية ( مصر والأردن ولبنان وهنغاريا وفرنسا والصين ).
وللموسيقى مشاركات عديدة داخل سوريا أثناء الاحتفال بالمناسبات والأعياد الوطنية والعسكرية تتضمن عروض عسكرية في شوارع المدن وحدائقها ، والمشاركة بحفلات تخرج الضباط من الكليات العسكرية والمهرجانات مثل : الدورة الرياضية العربية الخامسة ومعرض الزهور ومهرجان دمشق عاصمة الثقافة العربية ، وحفلات بنادي ضباط دمشق وجامعة دمشق والملعب البلدي ودار الأسد للثقافة والفنون ( دار الأوبرا ) ، إضافة للمشاركة مع المسرح العسكري ضمن فرقته ، وشارك عدد من عازفين موسيقى الجيش مع عدد من الملحنين والفنانين مثل حسين نازك وجوزيف صقر من لبنان والأخوين رحباني في أغنية (عاهدير البوسطة ) .
ولها مشاركات عديدة خارجية وداخلية أهمها :
• عرض لموسيقى الجيش العربي السوري والسعودي في المغرب عام 1974م بعد حرب تشرين.
• عرض عسكري بمناسبة ثورة الفاتح بليبيا ( اليوبيل الفضي ).
• عرض بمهرجان بريمن بألمانيا عام 1999م لتكريم أبطال الحرب العالمية الثانية.
• حفلات مشتركة مع فرق محلية مثل الفرقة الوطنية السيمفونية وفرق أخرى .
ولفرقة موسيقى الجيش أرشيف من العروض والحفلات و المقطوعات والأغاني و الأناشيد الوطنية والمارشات والمعزوفات موجودة في الإذاعة والتلفزيون منها ماهو قديم العهد ومنها ماهوجديد.
ولازالت موسيقى الجيش والقوات المسلحة تقوم بأداء مهامها في كل المناسبات الوطنية والعسكرية وتسعى لتطويرنفسها من خلال الاستفادة من الخبرات الذاتية والاستعانة بالخبرات الداخلية والخارجية لتصل إلى أعلى المستويات الفنية التي من خلالها نستطيع أن نقدم أجمل وأفضل صورة عن وطننا الغالي سورية.